شخوص ظلية

لا يوجد ما يدعى بالعزلة التامه فالعزلة الإجتماعية لا تعني الانفراد فالإنسان كائن جماعي الوجود . ولحتمية الطبيعة الجماعية  يتجلى  للانسان عن دون وعي في عزلته الإجتماعية نسخ منه بإسقاطات مختلفة الزوايا كنسخ الظل للأجسام المضائة من اتجاهات عده  ويستشعر مع هذه الاسقاطات الوجود الجماعي المفتقد إجتماعيا في الظرف الحالي .هذه الظلال هي صوت الاخر بداخلك هي قدرتك على النظر للامور بزوايا مختلفة ودخولك لجدليات عميقة ومناظرات حاده مع نفسك .

بإستمرار العزله الإجتماعية والتأمل يزداد استشعارك تدريجيا بوجودك الجماعي كما تزداد الظلال وضوحا بزيادة الإضائة المسببه لها.  ومن ثم تتجلى لك ملامح مجتمعك الظلي وتتعرف على ابطاله وكومبارساته المؤقتين وقد تطلق على شخوصه اسماء دلع على سبيل الموده وحكم العشرة .

في وجودك الإجتماعي لا تتلاشى هذه الشخوص ولكن تكون انتا المتوسط الحسابي لها او فخفخينا ظلية فانت مجموع هذه الشخوص بنسب متفاوته على حسب طول كل ظل في رهن الإضائات النفسية والعقلية والروحية والإجتماعية الموجهه عليك من الظرف الراهن .

تتكون شخوصك الظلية ببطئ من خلال تجربك الروحية والنفسية والفكرية المختلفة فكلما زادت احتكاكاتك الثقافية والروحية والإجتماعية  كلما زادت ظلالك عددا وعمقاً. لا تنشأ ظلال شخصية جديده عند كل موقف تدركه -مع التاكيد على ان تدركه وليس مجرد التعرض له -  بل تندمج التجربة في الشخوص الظلية الاساسية بنسب مختلفة . اما نشأت ظل اساسي تحتاج الى تراكم خبراتي او تجارب صادمة.

بناء على التصور ده احب اعادة تعريف بعض الظواهر والامراض الإجتماعية والنفسية

ثبات الشخصية :

تميل المجتمعات الشرقية الى التباهي بثبات الشخصية وعدم تغيرها في المواقف المختلفة, الثبات ده ظاهري يتم بمكافحة الظلال المختلفة والتغليب العقلي او العاطفي لظل محدد في محاولة للإلتصاق بالصورة المثالية عن الذات فلا تتصور ان الشجاع لم يستشعر الجبن بداخله ولكنه بقرار مدرك اصر على قمعه. او ان الكريم لم يستشعر الخوف من الافلاس ولكنه اصر على التغلب على مخاوفه.

الأصولية:

السيناريو الاخر لثبات الشخصية هو الضحالة الانسانية او وحدة الظل فلو ان شخصية الفرد لم يسهم في تكوين ظلالها الا اضائة واحده كالعقيده او المجتمع فستجده ملتصق دائما بمواقفه يرفض الاخر لانه لم يدركه في ظلاله الشخصية من قبل. لهذا يميل الاصوليين لتجنيد الشباب المراهق ليس لطاقتهم وحماستهم ولكن لتمردهم على ظلهم الوحيد وهو الظل الاجتماعي ويطرح لهم بديل منفرد عقائدي او ايدلوجي مدركا انهم لن ينقدوه او يتشككوا فيه لعدم وجود بديل ظلي يتناقض معه.

ولهذا تجد ان المذاهب الاصولية تسعى جاهده لحصر منافذ الاضائة الشخصية في الشريعة محرمة الفن والموسيقى والادب رافضه له كافه او محاولة تقيم محتواه العقلي متناسية او غير مدركة ان مدارك الفن ليست عقلية فقط بل ان الفن يدرك بالروح متعديا حدود اللغة والعقل.

الشيزوفرينيا:

هي حالة الانتقال الحادة بين ظلين متناقضين  متصارعين بدون تغير واضح فالمؤثرات الخارجية وتنشاء الشخصية المصابة بالشيزفرينيا من شخصية احادية الظل تعرضت لصدمة معينة انشئت ظل معاكس تماما يتصارع مع الظل الاحادي. لهذا السبب الاشخاص احادي الشخصية اكثر عرضه للإصابة بالشيزوفرينا عند تعرضهم لتجارب هادمه لظلهم الوحيد - مثال: فيديو المغير.

البرمجة اللغوية العصبية والتنمية البشرية 

تقوم على علاج المشاكل الظلية من خلال محاولات يائسة لتثبيت مصادر الإضائة ووضعك في حالة نفسية ومعنوية ثابته وليس من خلال تنمية الظلال الايجابية وطبعا اول متتحط في محك نفسي او عقلي حقيقي حطلع البيبي الي جواك.